هذا الصرع التمثيلي في الغالب من أجل أن يعامل هذا الإنسان معاملة
خاصة ويلفت أنظار مَنْ حوله إليه ، أو حتى يستجاب لطلباته ، أو لتعرضه لمشاكل
أو لصدمات عاطفية أو نفسيه، أو لينسب أفعاله القبيحة إلى تسلط الشياطين عليه
أو لغاية أخرى ، ومثل هذا الإنسان في خطر عظيم لأنه عرضة للتلبس الحقيقي
الانتقامي حيث أن الجن يعتبرون هذا التمثيل استهزاء وسخريه بعالمهم
يقول الجاحظ : بلغنا عن عقبة الأزدي أنه أتي بجارية قد جنت في الليلة التي أراد أهلها أن يدخلوهـا إلى زوجها ، فعزم عليها ، فإذا هي قد سقطت ، فقال لأهلها أخلو بي بها ، فقال لها ، أصدقيني عن نفسك وعلي خلاصـك .
فقالت إنه قد كان لي صديق وأنا في بيت أهلي ، وأنهم أرادوا أن يدخلوا بي على زوجي ولست ببكر ، فخفت الفضيحـة . فهل عنك من حيلة في أمري ؟ .
وهذه نصيحة أقدمها للمرأة المسلمة، وهي أنها يُمكِن أن تسحر زوجها بما أحل الله لها
بكثرة التزين والتجمل له، فلا تقع عينه منها على قبيح، ولا يشم منها إلا أطيب ريح،
وبالابتسامة المشرقة، وبالكلمة الطيبة، وحسن العشرة، والمحافظة على مال الزوج،
ورعاية الأطفال، وحسن العناية بهم، وطاعته إلا في معصية الله، ولكن لو نظرنا إلى
مجتمعنا اليوم، لوجدنا تناقضًا عجيبًا في هذه الأمور، فنجد المرأة تتزين أحسن زينة،
وتلبس ما لديها من حُلِيٍّ، وتخرج كأنها في يوم زفافها، هذا إذا كانت في حفلة، أو زيارة
لإحدى صديقاتها، فإذا عادت إلى بيتها غسلت زينتها، وخلعت حُلِيَّها ووضعته مكانه؛ انتظارًا
لحفلة أخرى، أو زيارة ثانية، وزوجها المسكين الذي اشترى لها هذه الثياب وتلك الحلي، محرومٌ
من التمتع بها، فلا يراها في البيت إلا بالأثواب القديمة، وتفوح منها رائحة الطبخ والبصل والثوم.